طفل تأكله الذئاب و امرأة يقتلها زوجها

آوراس يتقهقر

في الوقت الذي تنشغل فيه الصحف و الإذاعات و القنوات الوطنية بمجرى العطلة الصيفية فتسهب في الحديث عن نقص هياكل الاستقبال السياحية في المدن الساحلية و عدم كفاية وسائل اللهو و اللعب
وفي الوقت الذي تندد فيه الصحف بالنقائص المسجلة في تنضيم هذا الحفل الساهر أو ذاك.
في الوقت الذي يحتدم التنافس بين المدن الجزائرية لاستقبال فنان مصري بواسطة شابات جزائريات يافعات يرتمين في حضنه باكيات من شدة اللوعة و الإعجاب.
و في الوقت الذي ينشغل فيه الأباء في بعض المدن الجزائرية بتفاصيل انتقال أبنائهم إلى الشواطيء الوطنية أو إلى الدول السياحية الأجنبية.
:في هذا الوقت بالذات تحمل إلينا الصحف ، إلينا نحن الأوراسيين، خبرا مفاده أن ح.م، شاب ذو 15 ربيعا من عين ميمون بخنشلة، تفترسه الذئاب و تأكله حيا حينما كان منشغلا، دون أقرانه من أطفال باقي مناطق الجزائر، برعاية قطيع عائلته بالجبال الغربية لولاية خنشلة.
و في الوقت الذي تنتقل فيه النساء في المدن االساحلية للاستجمام على شواطيء البحر و التذوق في مطاعم الاختصاصات البحرية و الاسترخاء في محلات المثلجات و منصات مسارح الهواء الطلق و الرقص في قاعات الحفلات، في هذا الوقت بالذات نتلقى نحن الأوراسيين خبرا مفاده: رجل في الثلاثين من العمر من الرميلة بخنشلة، يقتل زوجته بعدة طعنات خنجر بينما كانت نائمة في أحدى زوايا بيتها.
إن هذا الواقع المر في أوراس (نفس الحالة في كل الأوراس) إن دل على شيء إنما يدل على أن مستوى الحياة البشرية بإمكانه أن ينحط إلى حضيض الحيوانية عندما يسلم مجتمع شؤونه لغير أهلها من أبناءه و أبناء غيره.
إن سبب هذا الواقع هو أن لا أحد يهتم بالتطوير الاجتماعي و الثقافي و السياسي لهذه المنطقة رغم أن الكثير من أبنائها، المسؤولين في أحزاب كثيرة، يتبجحون في العاصمة، بالإصلاح الثقافي لكل الجزائر، هذا بغض النظر عن المنتخبين المحليين الذين نتسائل عن معنى وجودهم في تلك المناصب إذا كانت الذئاب تأكل أطفالهم و المجانين يقتلون أخواتهم.

Aucun commentaire:

Khenchela